« إنتحآرُ الأَسودُ

أمسكت بدفترى من جديد
فتحت صفحه بيضآء
بِـ آآآهآت شوق مُلتهبه
وأخرى مُستبده حآرقه
لآ أعلم مآ الذى أريد كتآبته ؟
هل ستكون حكآيآت أم ذكريآت ؟
خُرآفآت أم حقآئق
هل سأنزف دآخل الكلمآت؟
أم
سأأخُذ جُرعه الأمل الدآئمه قبل البدآيه؟

بوقت كُنت على  أوج الإستعدآد للبدآيه
توقف حبرى بأول السطر
توقف عن الإرتجآف
والدوآئر المفرغه التى كآنت يرسمهآ
بلحظآت مآ تُشبه النسيآن
أوهآم ... أوهآم
ظللت أردد تلك الكلمه على مسمعى
كُلهآ أوهآم وأحلآم
سيوف قد رُشقت فيّ
وحدى أُصآرع

بدأت بوحدتى أُحآكى السرآب
وأُحدث الطيور بِـ السمآء
أن تأخُذنى معهآ
ولكنهآ لآ تُبآلى بى
طآرت بدربهآ صآمته
ولم تلتفت لى
حآدثت النجوم
ولكنهآ بعيده
لآ تكآد تشعر بوجودى

ذُبت دآخل التسآؤلآت والمُنآجآت
حتى سُرق من الورد تفآؤله
ظللت أتسآءل بليلى المُظلم
كيف يمكن إنتزآع برآءه قوس قزح ورسمه بمعآنآه الظلآم؟
لآ أرى ذآك القوس بحيآت إلآ مره
والآن أرآه رمآديآ بلون تِلك الغيوم
غيوم خريف نوفمبر
ذآك الحُزن الذى يعترينآ فيه
أظل أُصبر نفسي
إنهآ نسمآت حُزن نوفمبر
ليست دآئمه
فلآ شئ بالحيآه دآئم ولآ حتى الحُزن

حملت قلمى مره أُخرى
بعدمآ .. أقنعت نفسي إنهآ مجرد حآله
غَدت الكلمآت بعيده
ولم يبقى منهآ سوى تجريح جفنى بمعآنآه السهر
لم يبقى سوى تُرآب
وكأن الكلمآت كُلهآ دفنت بقبر بعيد
لست كذلك دومآ
ولكنى شعرت بفقدآن الكلمآت الأمآن بجوآرى

يآ قلم يكفيك صمت
يآ فِكر يكفيك تحدث بِـ لسآن الوآقع
دقيقه مرت
بل سآعه
لآ لآ إنهآ ثآنيه
عوآرض إنهيآر الوقت
تشقق الرمآدى عن الأذهآن
وإنتحر الأسود مع إبتسآمه صآدقه
مآتت الألوآن مع الخريف
ولكنهآ عآدت للحيآه مع خريفى أنآ
إنطفئ الحُزن .. ذآب الجليد
وتثلجت نآر بركآنى الرمآدى
تسآرعت دقآت قلبى
توقفت للحظآت
ثم
عآدت لِـ تُكمل المشوآر بالوآدى
بعد أن وقفت عِند تِلك النآفذه
وأنوح كمآ ينوح الطفل الظآمئ
بكيت بِكُل ذآتى

لن أكون ضحيه أجسآد مُستعآره من مسآرح الحيآه
لن أجعله يستبيح منى ولو أنّآتى
فقد أقمت للحُزن جنآزه مهيبه .. شُيعت
وأقلآم إنتحرت
وأُخرى حديثه الولآده
ودعت سيمفونيه حُزن
وإعتلى المسرح أطفآل الكلمآت
لتوجد لنفسهآ مكآن وسط دفترى

20/11/2011
بقلمى
رنآ محمود